Friday 24 August 2012

"حوار مع صديقي الملحد".


الكتاب ذكي جداً في أخفاء المغالطات المنطقية

-استخدم الكاتب الحجة السببية في اثبات وجود الخالق ثم نفى أنه يمكن تطبيقها على الخالق الذي بها تم اثبات وجوده:تفسير دائري

-زعم الكاتب انه للإنسان حرية الإرادة ثم نفى وجودها في تحديد الجنس و اللون و الطول إلخ, ببساطة  هذا إعادة صياغة للإتهام بدون
 نفيه (حرية الإرادة غير موجودة بفرض وجود خالق) التبرير الذي استخدمه الكاتب, هو أنه لن يحاسب الإنسان على طوله أو جنسه أو لونه, لكن ما علاقته بالإتهام؟ من ذكر العقاب و الثواب بالأصل؟ الإتهام بغرض توضيح أن الإنسان-بفرض وجود خالق- غير حر.

-بخصوص الخير و الشر يسرد الكاتب منطق التجزيء, قليل من الشر لا بئس به و يتناسى أنه قبل صفحات قليلة كان يتغنى بحرية إرادة الإنسان, أى حرية إرادة في إعصار أو طوفان يقتل الالاف؟ هل هذا يعني أن الله ينكل ببعض البشر ليوضح للباقين انه يوجد "خير"؟ . ايضاً في نفس النقطة استخدم مغالطة الاستناد لعدم المعرفة, طالما صديقي الملحد لا يعرف الحكمة وراء وجود الشر و المرض و الشيخوخة فأكيد فرضيتي عنها صحيحة. في أخر جزء من تلك النقطة استخدم مثال الجشع البشري كدليل على أن الشر "من نفوسنا" و تناسى أن معظم الكوارث "طبيعية".

-بخصوص المرأة مع إنها نقطة غير اساسية فالكاتب استخدم معلومات مغلوطة عن المرأة قبل الإسلام, و عن المرأة في أوربا, خاصة في نقطة القانون الأوربي بخصوص الزواج. أما النقطة اللي اثارت استعجابي في نقطة المازوخية, أول ما قال إن المرأة المريضة بالمازوخية علاجها الضرب بالمازوخية! هل يعني أن الزوج المريض بالمازوخية علاجه الضرب؟ هل معني أن في مريض نفسي ب"س" علاجه "س"؟

-أما نقطة الرق فمن الواضح إن الكاتب تناسى أن عدوه ملحد يرى أن اليهودية و المسيحية مجحفة و لا يصح استخدام القياس بين درجة التحرر في الإسلام و المسيحية, المثال يشبه المثل الشهير بتاع "عيان بينيك ميت" لكن الأغرب تبرير الكاتب لملكات اليمين, في الفصل اللي قبله كان بيتكلم عن حرية المرأة و في أول الكتاب تكلم عن "حرية الإرادة"
-مجدداً استخدم الكاتب مغالطة الاستناد إلي السلطة في تبرير عدم المساواه بين المرأة و الرجل, و في قوله أن المرأة الوزيرة أو الرئيسة تعتبر طرفة أو ندرة أو شاذ للقاعدة جهل شديد بما كان يحيط به و يعتبر تمثيل للمغالطة الطبيعية(ما يكون او كان يستوجب ما
يجب أن يكون)

-أما فصل الروح فهو مثال حى لمغالطة الحجة الجهولية(عدم معرفتنا بسبب الضمير و اللامكان و اللازمان يعني وجود الروح),
و قد وصلت المغالطة إلي أوجها في اخر الفصل عندما قال "هل كنت تصدق عندما يخبرك أحدهم عن وجود اشعة تخترق الحديد و صورة تنتقل عبر البحار و المحيطات,إلخ.." , العلم يجدد العلم, لا الإيمان, نحن نؤمن بعدم وجود ابريق شاى في السماء لأنه لا يوجد دليل على وجوده, إيمانك بوجوده لا يكفي لتبريره, استخدام التبعية الزمنية في المثال واضح جداً, العلم متغير و غير ثابت, إذا أى فرض افترضه صحيح حتى و لو لم يكتشف.
 أما تفسير وجوب البعث مثال واضح على مغالطة الاستدلال بالربط المتكرر(يوجد ليل ثم نهار, يوجد ضوء ثم ظلام, يوجد كرب ثم إنفراج, إذا بعد الموت البعث).

-استخدم الكاتب مغالطة عجيبة , رغبتنا في "س" تعني وجود "س", رغبة البشر بوجود عدل تعني وجوده بعد البعث! هل رغبة الإنسان بوجود سوبر مان تعني وجوده؟


-الضمير, نفس المثال السابق في الاستناد إلى عدم المعرفة مع الفرق الواضح في حالة الضمير إذ أنه يوجد تفسير تطوري قوي لمراحل تطوره بين كل الحيوانات, استند مصطفى محمود مرة أخرى لعدم المعرفة(مع أننا نعرف) ففرض ان عدم قدرتنا على عدم تفسير سلوكيات الحيوانات تعني أن لها خالق, هاسرد شوية في النقطة و هأوضح رأيي الشخصي, الكاتب بيشتكي في الكتاب من إن المسملين متخلفين بسبب تركهم للدين مع أن تفسيره الديني للنقطة دي  هو أكبر أحد اسباب التخلف, وضع نقطة في الأماكن التي تستوجب وجود علامات استفهام, عزيزي الكاتب لو اتبعنا عقيدتك في ملىء فراغ عدم معرفتنا "بسبب سلوكيات الحيوانات" لما كان للعلم أن يتوصل لسببها, أنا و أنت لا نعرف شيئاً, ففضلاً لا تقفز لاستنتاج انه من الإله مباشراً, ذاك هو الخنجر في قلب منهج البحث العلمي و سبب جهل الأمم.
ما كانش عندي نية في الكتابة عن فصل مناسك الحج لكن لفت نظري إنتهاج الكاتب لمغالطة الشخصنة في أبشع أشكالها أول ما وصف صديقه الملحد و قال إنه طالما الملحد بيعظم لينن و ستالن و شكسبير فعادي أنه للمسلم أن يعظم الحجر الاسود, ايضاً المغالطة الطبيعية في صبغه طريقة الظواهر الطبيعية  لما يجب أن يتصرف به البشر, في فرق بين (ما يكون و ما يجب أن يكون) ما يكون لا يحتم علينا ما يجب أن يكون و إلا لتوجب على البشر الإنشطار النووي بنفس قياس الكاتب.

-فصل الطعن في نبوة محمد: مغالطة الاستناد للربط المتكرر;الإنسان وصل للقمر, توجد اشعة غير مرئية, توجد كائنات فضائية, إذا نبوة محمد منطقية, في الحقيقة نفس المثال ينفع للاستدلال على وجود أى كائن خيالي في أى كتاب قصص أطفال. أيضاً المنطق الدائري في التحدي للشعراء بالإتيان بمثل القرأن, مفاده: الله انزل القرأن المعجز لغوياً, الله يقول انه معجز لغوياً و يتحدى الشعراء, الله هو من يضع شروط التحدي". ببساطة من المستحيل كسب هذا التحدي لأن كل شاعر له صبغته المميزة و لا يعني التميز وجود الخالق أو أن الخالق هو الله بمنظوره الإسلامي.

-اما جزء الإعجاز العلمي فهو جزء يطول نقده و متوافر في اماكن كتير لكن الجزء دة لفت نظري و اعتبره أضعف جزء في الكتاب



يعتبر الجزء دة "شرشحة و ردح" تخطى وصف المغالطة المنطقية بمراحل.

-بخصوص جزء التطور فهو جزء كلاسيكي جداً بيدمج بين الإتهامات القديمة و إله الفراغات, الغريب إن دارون نفسه رد على إتهامات مصطفى محمود بخصوص الوظيفة التطورية للصفات الجمالية زى "ريش الطاووس و اجنحة الفراش" المغالطة اسمها حجة التعقيد(يوجد شىء معقد لدرجة لا نفهمها إذا الله وجدها), الأغرب إن كلام مصطفى محمود عن التعقيد مش بيذكر الأمثلة اللي بتحتاج رد, عن التعقيد الإختزالي, لكن بيذكر أمثلة عن التعقيد غير الإختزالي(الأكياس الهوائية للبيض, تعقيد العين, إلخ) كل الأمثلة المذكورة تم وصف طريقة تطورها بطريقة منطقية و متسلسلة.


هنا الكاتب بيفند رأيه, الكاتب افترض إن دارون خاطىء و إن الإله هو الخالق(حقيقة) لكن بيرد على نفسه و يقول إن حقيقة الخلق ما زالت لغزاً.
-بخصوص جزء الأعجاز الرقمي, قام الكاتب بوصف عملية عد الاحرف في سورة كعملية مستحيلة تحتاج لسنين, و وصف احتمال إن شخص واحد يقوم بكتابة موضوع ثم يرتب الحروف حسب عددها تنازلياً في أوله مستحيل,لذلك فهى إعجاز, مع أن القضية كلها لا يعتد بها لأن الإعجاز الرقمي لا يوجد قاعدة له إلا في رؤوس الإعجازيين إلا أن طريقة الكاتب نفسها في الإقناع بيها غير مقبولة.
باقي الكتاب جزء نصحي و إرشادي غير مهم.