Tuesday 24 July 2012

معز مسعود.. على خطى مصطفى محمود.

شوفت حلقة من حلقات برنامج رحلة اليقين لمعز مسعود و دة رأيي فيها
رأيي العام للبرنامج و الأسلوب أنه بيستهدف مجموعة من الأشخاص عمرهم ما كانوا ملحدين أو بمعنى أدق بيستهدف الطبقة اللي عمرها ما سئلت الأسئلة اللي بيتناولها في برنامجه و بالتأكيد ما دورتش على أجوبة, بيستهدف الطبقة اللي بتقرف من شكل الشيخ التقليدي لكنها نسخة مصغرة منه, الطبقة اللي عايزة تملى الفراغ الديني اللي سببته ذنوبهم و إنغمازهم فيما ينهي الدين عنه بشوية  كلام يقوي إيمانها بس و هى لسة جوا حظيرة الإيمان, بمعنى أوضح:- سيركيل جيرك إيماني مصغر.


الشكل العام للبرنامج هو إتباع مغالطة رجل القش في إقتباس كلام مبتور لشخص ما, ثم مهاجمة الكلام و إبطال رأى الشخص.


في أول البرنامج بيبتدي بإعادة تصنيع لشكل قديم جداً من البروبجاندا الإيمانية و هى إفحام المتفرج بمشاهد معقدة من الطبيعة, مع موسيقي تصويرية مؤثرة, تقريباً دي أول المغالطات اللي ابتدعها المدافعين عن النظرية الخلقية بشكل عام في أى مناقشة او كتاب ليهم.


بعد المقدمة القرآنية و مداخلة اول ضيف, بدا معز بإغتصاب مباشر لأول قواعد المنطق و هى
 The burden of proof
,او بالعربي البينة على من أدعى, معز قال إن علماء قليلين جداً حاولوا يثبتوا عدم وجود إله و في جملته حق يراد به باطل, منطقياً و علمياً ما ينفعش أثبت عدم وجود حاجة لم يثبت وجودها في الأصل, كمثال لو أنا فرضت أني على معرفة بتنين في السماء فأنا محتاج الأول أثبت وجوده بدليل عام, لو طلبت إثبات عدم وجوده من باقي الأشخاص أبقى مجنون.


مواصلاً إغتصابه للمنطق, يستمر معز مطالباً غير المؤمن بوجود الإله بتوفير بديل أو تفسير منطقي لوجود الكون و دي من أشهر المغالطات و هى الاستناد للجهل, ملخصها أني انا جاهل بتفسير ظاهرة ما و ليكن الرعد و البرق, فأنا مطالب بقبول تفسير بدائي لها زى غضب زيوس, طالما أنا ما عنديش بديل أو تفسير منطقي للظاهرة دي.


في نفس الدقيقة بيمارس معز تناوبه على المنطق بالإغتصاب و للمرة التالتة في قوله"ما فيش عالم أو فيلسوف (عاقل بجد) حاول يثبت عدم وجود إله" دي مغالطة اسمها(أنه ليس سكوت مان حقيقي) و شرحها هو أن شخص يحط قاعدة معممة زى مثلاً "كل المنايفة بخلاء" فيقوم شخص أخر يقول:"أنا أعرف واحد منوفي و مش بخيل", فيرد الأول: هو أكيد مش منوفي حقيقي. معز حط قاعدة للعقل و هى إن فقط العالم المؤمن بوجود الإله هو العاقل و الباقي مجانين.


بعد كدة دخل معز على كلام كريستوفر هيتشينز و دوكينز و صنع رجل قش على خطى مصطفى محمود و إقتبس كلام خارج السياق حتى يقدر يفنده براحته, معز قال إن هيتشينز في الفصل ال 13 من كتاب "الإله ليس عظيم" الفصل إسمه(هل يغير الدين الأخلاق بشكل أفضل) إتكلم عن عادات بيعملها المؤمنون و إنه-هيتشينز- بينتقد الإيمان من خلالها, و دة مش حقيقي, بنظرة سريعة للفصل لقيت أنه بيتكلم عن أوامر مباشرة في العهد القديم زى تجارة العبيد و العبودية(اللي موجودة في الإسلام و متبقي منها أشكال في تفسيرات السبى و ملكات اليمين) و في وثائقي دوكنز عن أصل الشرور, دوكنز ما اتكلمش عن تصرفات مسلمين لكنه تناول أساسيات و عقائد راسخة في الإسلام زى حد الردة و الهوموفوبيا ,و التمييز ضد النساء و التطهير العرقي و العبودية
سؤالي لمعز هو, هل تقدر تنفي حد الردة و تقول أن الله لم ينزله؟ أو إنه تصرفات بشر ما ينفعش نتهم الدين بيها؟


في نفس الدقيقة إتكلم معز عن الملحدين الجدد, و وصفهم بالمتطرفين في إلحادهم(أكيد كانوا بيطيروا على الأبراج و يفجروها بالبيج بانج و المغالطات المنطقية) معز بيقول إن رؤوس الإلحاد الجدد بيجزموا إن ما فيش إله و بيوصف دة تطرف, الكلام دة مش حقيقي, دوكنز عمره ما أجزم بعدم وجود إله لأنه ببساطة مستحيل(راجع كلامي عن التنين) أول ما يكونش عندى دليل على جود شىء فدة مش معناه أنه مش موجود بالتأكيد, لكن معناه أنه بنسبة كبيرة تقترب للكمال غير موجود و أتعامل معاه على أنه مش موجود حتى يثبت العكس, و كذلك الحال لباقي العلماء اللي اتكلم عليهم معز, الأدهى من كدة إن دوكنز نفسه عمل تدريج للإلحاد و الإيمان و حط نفسه في مكانة عكس كلام معز خالص


بعد كدة معز جاب مداخلة لمعتز عبد الفتاح بيقول فيها إن الإلحاد هو الإيمان بما هو مادي على حساب عدم الإيمان باللي مش بأقدر أشوفه,الكلام دة غلط في نقطتين, أولاً الإلحاد هو عدم الإيمان بما خارج حدود ال
Burden of proof
 مش أكتر أو أقل, بمعنى إن مش شرط تكون الفرضية غير مرئية عشان أقول إنها مش موجودة, لكن الأساس هو وجود دليل على وجودها, النقطة التانية و هى المغالطة الشهيرة في الكلام عن إن الالحاد إيمان بما هو مادي, هل ينفع أقول أني مؤمن إن الكرسي دة موجود؟


أكيد لو فيه نقاش إسلامي إلحادي لازم نتكلم عن مغالطة الاستناد للشهرة و إلا ما ينفعش, في مداخلة الضيف قال ان الالحاد في طريقه للفشل و أخد الشيوعية كمثال, مش هدخل في نقاش عن الفروق بين الشيوعية و الإلحاد لكنني هأهتهم بالمغالطات المنطقية في كلامه, أولاً ما ينفعش استدل بالعدد في صحة شىء ما, ما ينفعش أقول في عشر حمير مؤمنين بإن الزرنيخ مفيد أكتر من البرسيم و حمار واحد مؤمن بالعكس بالتالي العشرة صح, ثانياً كلام الضيف خاطىء على أكتر من مستوى سواء بخصوص الإحصائيات أو ربطه الإلحاد بالشيوعية او حتى على المستوى الفقهي, من بين المليارات المؤمنة ففي فرقة واحدة من الإسلام هى اللي هتدخل الجنة و الباقي على ضلال و في النار للأبد, { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الاَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } (الانفال / 73)
بعد كدة بيكمل الضيف و بيقول أن الناس لم تثق بالنظريات الشيوعيية و الاشتراكية لأنها بعيدة عن الإيمان, و يكمل معز و يقول بالتالي الحجج دي واهية, و دي نفس المغالطة السابق ذكرها, ما فيش علاقة بين إيمان الاشخاص بشىء و مدى صحته

بعد كدة معز بيتكلم عن كلام داوكنز عن الإله و بيقول أن ريتشارد قال:" لو فرضنا عدم صحة كلامي السابق(عن تفنيد وجود الإله) فمن خلق الإله) و بيكمل معز تريقة على دوكنز أو على عروسة القش اللي عملها له, معز بيحاول يصور إن ريتشارد اقترف مغالطة السؤال المحشو, و دة مش حقيقي, لأن دوكنز في كتابة أجاب على السؤال اللي سئله معز الأول و هو هل يوجد إله, و بعدين قال فرض وجوده, من خلقه؟  فإقتباس معز خارج السياق تماماً.

بعد كدة معز بدأ يرسم المغالطة الإيمانية الشهيرة و هى التفسير الدائري, هل يوجد إله؟ نعم, أيه الدليل؟ القرأن بيقول كدة, طيب من خلق الإله؟ لم يلد و لم يولد تبعاً للقرأن. طيب أيه دليل صحة القرأن؟ أنه كتاب الله.

أنا شخصياً ما عنديش مشكلة مع الكلام دة, لكن اللي ضحكني هو وصف معز لكلام دوكنز بأنه مغالطة منطقية!


بعد كدة بدأ معز في غزل شباك بحر الطحينة, و ان كل شىء نسبي و اللي عايز يؤمن هيلاقي دليل و اللي يلحد هيلاقي دليل, و دة تعميم غير واضح و خاطىء.

وبعد كدة دخل على رجل القش تاني و قال: من أكبر ائمة الإلحاد في هذا  العصر, أنتوني فلو رجع من الإلحاد للإيمان بوجود إله" و دي حجة قديمة و المؤمنين نفسهم تراجعوا عن إستخدامها, تقدر تلاقي تفنيدها هنا



بعد كدة بيكرر اسطوانته المفضلة عن الأفعال الخاطئة من رجال الدين اللي بيمنعوا العلماء عن إعتناق الإسلام, العنصرية ضد النساء و اليهود و المثليين  حد ردة مش تصرفات بشر, دي نصوص و معليهاش إختلاف بين الائمة يا شيخ.
 باقي الدقيقتين الأخرانيتين ما فيهومش حاجة تتفند. شكراً.