Thursday, 14 February 2013

معضلة رد الحديث على أساس عقلاني.

في أغلب الأوقات عند التعامل مع نموذج المسلم الوسطي بيستخدم كارت رد بعض الاحاديث الصحيحة غير المنطقية-وما أكثرها- تحت بند إن الرسول لا ينطق عن الهوى, أو الإسرائيليات أو إن الفرق بين البخاري والرسول 200 سنة, إلي أخر الاسطمبة المحفوظة. هأحاول أفند الكلام من منظور عقلاني فقط. الاساس هنا أني بأتكلم عن حديث صحيح فقط. أكيد الضعيف والمكذوب ماليش دعوة بيه.

أول إدعاء: رغم إن الحديث صحيح إلا أنه متنافي مع العقل والقرأن أمر بإعمال العقل. بالتالي الحديث غير صحيح. او الادعاء بشكله المشهور( أنا بآخد اللي بيتوافق مع العقل من الحديث فقط)

الإدعاء بيحتوي على تفسير دائري. المناقشة لها فرضين بتبدي بيهم. إما إن الدين بشري. أو إلهي. ما ينفعش تبتدي فرض أنت عايز تثبته(إن الحديث منزه) وأنت بتعتبره حقيقة في جملة الإدعاء; ما ينفعش تثبت إن الدين كامل وأنت بتفترض إن الدين كامل ومنزه في فرضك الاول. فلازم نبتدي كقاعدة إن الدين البشري حتى تثبت أنت العكس. فرض إن الرسول بشر يخطىء ويصيب هو الأقرب للواقع ومافيش اى سبب يخلينا نشتغل كمصححين له لمجرد أنه-الرسول- أفترض أنه منزه عن الخطأ. بمعنى أوضح, مافيش أى مشكلة أن بشري يخطىء ويقول كلام يعارض كلام قاله قبل كدة أو كلام يعارض حقيقة. وماينفعش تشكك في صحة كلامه تاريخيًا لمجرد أنه معارض لحقيقية. ممكن نختزل الإدعاء بالشكل دة من غير أى تأثير على صحة الاقتباس:- الحديث منزه عن الخطأ لأن الرسول افترض أنه منزه عن الخطأ لأن الحديث(إرجع لأول الجملة)

دة بينقلنا للنقطة التانية وهى إن فرضية التصحيح الذاتي للحديث أو تأويل تفاسير القرآن بتخلي الدين أحق بعدم إتباعه. لأنها بتخليه فرضية غير قابلة للإختبار أو التحليل. الأمثلة على النقطة دي مملة وأكيد معظم الناس سمعتها أكتر من مرة لكن التكرار مفيد. لو فرضت وجود أى حاجة(فلاينج سباجتي مونستر, حمار بمبى, ابريق راسل إلخ) في الفضاء خفية من غير أى شرط يقدر غيري به يتحقق من وجوده. فأنا ما عملتش أى حاجة مفيدة. في نطاق الدين الأمثلة واضحة جدًا من أول كروية الأرض ودورانها لغاية التطور. إزاى هأكون قادر على إختبار صحة الدين وأنت بكل بساطة بتشكك في أى حديث بيتعارض مع حقيقة أو تجربة علمية؟ والسؤال الأهم هو ليه أنت متبعه, أو أيه الفرق بالظبط بين الدين وأى كتاب قصص خيال علمي؟

الإدعاء التاني: العلم عبارة عن تجارب ونظريات. والدين عبارة عن إيمان. العلم في يوم من الايام هيثبت صحة الحديث.

زى أول إدعاء فالفرض بيحتوي على Converse error. والفرض بيحتوى في طياته الإدعاء اللي عايز يثبته. ماينفعش تفترض خطأ تجربة علمية لمجرد إيمانك بعكسها. بعيدًا عن اسطمبة إن العلم بيصحح نفسه بنفس إلخ.., فكل من العلم والدين-صدق أو لا تصدق- عبارة عن أفكار ناتجة من نشاط عقلي بحت. لو عايز تثبت صحة دينك فأكيد هتبتدي الأول بفرض أنه بشري وبعدين تقدم الدلائل على أنه غير. اللي هو معناه إن مافيش أى قدسية المفروض تتقدم للدين في النقطة دي. وخطأ إنك ترفض فرضية علمية على أساس حديث. أو ترفض صحة نقل حديث لمجرد أنه بيتعارض مع فرضية.

الإدعاء الثالث:- التشكيك في رواية الحديث, أو ورده الخ.

بعض الأحيان بيتم التشكيك في راوي الحديث. الفرض مثال واضح للشخصنة. لمجرد أن الحديث مش عاجب صاحب الفرض بيتم التشكيك في الراوي. تحت بند أنه كان يهودي واسلم. أو أنه كذب قبل كدة أو أنه غير أهل للثقة إلخ. وتاني مرة أنا بأتكلم في نطاق صحيح الحديث فقط لا غير. مش هدخل في علم الحديث نفسه رغم أن تقييم صحة أو ضعف الحديث بتدخل في الشخصنة بشكل كبير جدًا. بس خلينا مرة تانية نفتكر إن الكلام هنا عن التشكيك في الرواية لمجرد إن الحديث غير منطقي.


من رواد رد الأحاديث على اساس غير منطقيتها الداعية عدنان إبراهيم, اللي بيوصفه البعض بالعقلاني. مش هلاقي مثال على النقطة دي أوضح من كدة. الراوي ما كانش مسلم قبل ما يسلم(زى باقي المسلمين). ومستحيل اثبت ان ممكن يكون في شخص طوله 300 متر, والشقة فاضية, فليتس deny الحديث.